مقال عن منظمة التلاحم والوفاء الوطني









وطن في منظمة ومنظمة في وطن

في اليمن .. هلت علينا الوطنية بين ليلة وضحاها وصار مسئولينا يتحدثون عن الوطن والتغني به وتحول البعض منهم الى منظر ومفكر في حب اليمن والآخرون منهم صاروا معلمين من الطراز الأول لثقافة الإنتماء والولاء الوطني ولا يبخلون في تقديم نظرياتهم الوطنية وإعطاء الدرس تل والآخر في كيفية التعامل مع الوطن ففتحت وسائل إلاعلام الرسمية لهم أبوابها وجادت الحكومة بدعمها السخي بالمال العام لينفقوا من
ه على إبداعاتهم فقد تسابق الكثير منهم الى تأسيس منظمات وهيئات الكثير منها أقتصر على بيان للتأسيس والبعض منها توقف عند الإجتماع التأسيسي ومن حالفه الحظ من رواد القصر الرئاسي صمدوا قليلاً ولكن سرعان ما أعلنو فشلهم الذريع في التلبس بالوطنية كونها ثوباً لا يناسبهم وأبدواعجزهم في النهوض بدورهم الذي رصد له الملايين من الدولارات وأخفقوا في التحول الى وطنيين يشار اليهم بأصابع البنان وفشلوا في لعب الدور الجديد الذي أرادوا القيام به ومنهم من أعلن إفلاسة الوطني عبر تناقض قوله مع فعله ولم يتواجدوا إلا في لوحات إعلانية عند كل زاوية فأينما وليت وجهك فثمة بصمة للهيئة الوطنية للتوعية تحت شعار اليمن في قلوب.. جيوبنا فكانت المعبر الحقيقي عن مستوى الإنفاق اللامحدود والعبث بالأموال , وغابت الهيئة عن الدور الإجتماعي الوطني في الميدان والكثير ممن التقيت بهم من مفكرين وصفوا الهيئة وتأسيسها بأنه ليس أكثر من "خبر تخزينة" فالهيئة لا تملك رؤية للعمل وليس لدى القائمين عليها أية خطة ثقافية وطنية تستطيع الإستناد اليها كي تضطلع بدورها وما تزال عقيمة عن إنتاج مشاريع فكرية تسهم في تعزيز الولاء الوطني بعيداً عن البهرجة واالشكليات وعجز القائمين عليها رغم إمكانياتهم الكبيره عن تقديم أي مشروع وطني يساهم في حل المشكلات الموجودة فالوطن لا يخترل بلوحة أو إعلان تلفزيوني والعمل الوطني لا يقتصر على حفل أو مهرجان صرف له من المال العام كان الأولى أن ينفق في مكان آخر عله يداوي مريضاً الم به مرضه أويسد حاجة معدم أو يمسح دموع اليتامى والآرامل في صعدة والفقراء في الحديدة ويكف أيديهم عن سئوال الناس الذين لا يجدون في الميدان سوى عدد اللوحات .. عدد الإعلانات .. الزاوية الفلانية تمام الصورة الفلانية مش تمام .

المعلم الوطني الأكبر .. السيد عبده بورجي أطل علينا قبل أعوام بمنظمة "اليمن أولاً " والتي غابت عن الميدان وأقتصر دورها على أخبار ومواقف تجد طريقها الى الصحف الرسمية فكان آخر إنجازات المنظمة هي المطالبة بمحاكمة الإنفصاليين بالخارج ولم يترك بورجي بقلمة الوطني أي صحيفة أو موقع الكيتروني إلا وأستغل فرصة للكتابة فيه ليعطي دورساً في الوطنية وكأننا جئنا من كوكب آخر وكأن الوطنية وحب الوطن مفقوده لدينا ونحن بنظره لا نمتلك أي شعور وطني ونعاني من نقص شديد في ثقافة الإنتماء وكان الأجدر به أن يوجه قلمة الى المتنفذين وناهبي الأراضي بالحد
يدة هذا فعلاً إن كان قد وصل الى درجة من الوطنية تؤهله الى تقديم النصح للشعب بأن يكون وطنياً فالوطنية مراتب ودرجات وهنا لا أنكر وطنيته ... ولذلك ها هي اليمن أولاً ليست إلا شعاراً يردد تحت عباءة منظمة وطنية ويبدو أن الخزانة الرئاسية لا تبخل على مثل تلك المشاريع في تقديم الدعم لها شرط أن يكون القائمون عليها من القصر نفسه فالعمل الوطني مقتصراً عليهم فقط .

وبعيداً عن أجواء القصر ومشاريع رواده والمقربين منه والمستظلين بظله ظهرت العديد من المنظمات الوطنية تحت مسميات عده وكان الأغلب منها ليس إلا مسترزقين وملتفين عباءة الوطن والوطنية والقليل منها كانت تشق طريقها نحو النجاح رغم ما أعترى طريقها من عثرات وصعوبات وإن كُنت هُنا أتحدث عن منظمة التلاحم والوفاء الوطني شعب واحد .. يمن واحد .. تلك المنظمة التي لم تأخذ حقها الإعلامي الكامل من الظهور ولكن حازت على إعجاب الكثير من المثقفين والسياسيين وقادة المجتمع المدني فقد غايرت الواقع والمألوف فبدأت نشاطها بالميدان بزيارة لجرحى الحرب والواجب بالمستشفى العسكري ولم تغطي الفعالية حينها أي وسيلة أعلامية سوى بعض المواقع الإخبارية وتابعت خطواتها بنجاح منذ الوهلة الأولى لتأسيسها حتى أستطاع القائمون عليها وهم ثلة من الشباب من أبناء الطبقة الوسطى الذين خاضوا غمار التجربة الوطنية وقرروا فعلاً التوسع في نشاطهم وقال لي مؤسس المنظمة ذات مره أن الوطن لا يختزل في لوحة ولا في منظمة والعمل الوطني أوسع بذلك بكثير " وها هي المنظمة الجديدة تتجه نحو حشد طاقات المجتمع المدني في المساهمة بمعالجة آثار حرب صعدة التي ستعتبر أول مبادرة من نوعها في هذا المجال والتي جاءت إستشعاراً لدور منظمات المجتمع المدني تجاه كل القضايا الوطنية وكأن القائمين على هذه المنظمة الغير معروفة بودهم إيصال رسالة الى حيتان العمل الوطني سواء في الهيئة أو اليمن أولاً بالقول " إن الوطنية ليست بلوحة أو مقال في صحيفة " إنما هي قول صادق وعمل متقن ونضال دؤوب وإصلاح وتغيير وليس أغنية أو أوبريت أو لوحة كتب عليها اليمن في قلوبنا .. وجدير بالذكر أن منظمة التلاحم والوفاء الوطني لا تمتلك أي لوحة إعلانية وهذا لا يعود الى قلة الإمكانيات إنما يعود الى ما تمتلك
ة هذه المنظمة الوليده من رؤية مغايره وتفهم واقعي لمتطلبات المرحلة الراهنة فكوادرها الوطنية تعي جيداً أين الجرح كي تدواية وتساهم في علاجه وتدرك أين المشكلة كي تسهم في حلها ولا أنكر أني وجدت مخزوناً فكرياً لدى المنظمة وأندهشت بما يتمتع به القائمون عليها من إرادة وعنفوان وزهو وطني وأطلعت على العديد من الإبداعات والأفكار التي تحاول أن تأخذ طريقها الى النور ..

إني أجدها فرصة وكي لا أتهم بالإنحياز الى هذه المنظمة لدعوة جميع القائمين على الهيئة الوطنية للتوعية أو اليمن أولاً أو غيرهم للجلوس مع شباب منظمة التلاحم والوفاء الوطني وحينها سيجدوا أفكاراً تستحق الإشادة ومشاريع ورؤى تدهش كل من يقرأها والتي تحتاج الى مزيد جهد وتوفير بعض الإمكانيات حتى يتم تنفيذها على أرض الواقع .

وأعتقد أنه بعد ذلك سيفكر الأستاذ عبده بورجي الف مره قبل أن يكتب مقالاً في الوطنية وسيقف رجال الهيئة الوطنية للتوعية مندهشين أمام ثلة من الشباب وحينها سيعلمون أن كل ما صرفوه وصنعوه ليس إلا بهرجه وأن العمل الوطني بعيد عن ذلك تماماً فالوطن لم يعد بحاجة الى أقوال أو عبارات وشعارات عند كل جولة أوعلى صفحات الجرائد فنحن اليوم بحاجة الى أفعال ودعو الوطن لمن يحبه .. .